نناقش في موضوع اليوم أعلى مراتب الدين الإسلامي بالترتيب، فديننا الإسلامي هو أجمل الأديان ولا يتنافى مع العلم والعقل فهو يؤاخيهم، وكذلك المادة والروح، ولا يتنافى مع الحضارة والتقدّم بل هو أسمى معانيها، وهناك دليل على كل شئ فيه نستدل عليه من القرآن الكريم والسُنة النبوية بتقديم حجة وبرهان، ويجمع كل ما قد يحتاج إليه المسلم وغير المسلم أيضًا للرد على أي سؤال قد يخطر على باله.
ما هي اعلى مراتب الدين بالترتيب وشرحها؟
إن للدين الإسلامي ثلاث مراتب وهما الإسلام والإيمان والإحسان، ولكن أعلى المراتب هي المرتبة الثالثة (الإحسان)، حيث أن المسلم المحسن خير من المسلم الغير مُحسن، فالله -سبحانه وتعالى- خلق السموات بغير عمد وقادر على كل شئ، وكتب لأهل الإحسان مراتب عليا وأعلى الدرجات، فهم السابقون في كل الخيرات والإسلام يرتبط بأركانه الباطنة في الإيمان، فهم مقربون إلى الله عز وجل والحكمة في كونه أعلى المراتب لأنه ركن ظاهر غير الإيمان الباطن، والإحسان يكون باطنًا وظاهرًا أيضًا، وتتجلى هذه المراتب بالترتيب في كل مما يلي:
- الإسلام، فإن هذه المرتبة هي الأولى، فالمسلم يكون مُسلم بشهادته بأنه لا إله إلا الله وأن رسوله مُحمد صل الله عليه وسلم، وأن يقيم الصلاة ويؤت الذكاء ويصوم رمضان ويحج البيت للمستطيعين.
- الإيمان، بينما الإيمان هو ثاني مرتبة من مراتب الدين الإسلامي وله ستة أركان وهي الإيمان بالله عز وجل والملائكة والكتب السماوية والرسل كلهم واليوم الآخر ويؤمن بالقدر خيره وشره.
- الإحسان، أما الإحسان فهو الركن الثالث والأخير وهو أعلى المراتب في الدين، فعلى المُسلم أن يكون محسنًا للآخرين ففيه تتجلى أعظم المظاهر وتظهر عبادته لربه وحسن التعامل مع الآخرين.
ما هي مراتب الإحسان في الإسلام؟
بعد أن تعرفنا على أعلى مراتب الدين الإسلامي والتي هي الإحسان، فإن له بعض المراتب، والتي أخبرنا عنها رسولنا الكريم مُحمد صل الله عليه وسلم، فإن مراتبه تكون على درجتين وللمحسن مقامين جاءا كالآتي:
- أول مقام هو كونه أعلى المراتب بين مراتب الدين الإسلامي، فإن المسلم هنا يعبد الله كأنه يراه، وقلبه يتنوّر بالإيمان، وبصيرته يملأها نور الهداية، والله يقبل طاعات العبد المُحسن لما جاء في الأحاديث الشريفة.
- بينما المقام الثاني من مراتب الإحسان هو الإخلاص، فإن العبد المسلم يجب أن يكون مخلصًا لله ويبعده بصدق ويجب أن يكون مستحضرًا له في كل شئ في عمله سرًا وعلانية.
ما معنى الإسلام في المفهوم اللغوي والشرعي؟
إن الإسلام لغويًا معناه الإذعان للشيء والانقياد له، ولكن مفهومه الشرعي يتجلى وفقًا للإطلاق، وهناك حالتين يظهر فيهما مفهومهما الشرعي ويظهر ذلك في الآتي:
- في الحالة الأولى لا يقترن الإسلام فيها بالإيمان، فهو يكون منفردًا، والمراد به جمع الفروع والأصول كما جاء في الآية لسورة آل عمران: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}، وعُرف عند أهل العلم بأنه استسلام تام للخالق الواحد بأن يُسّلم المسلم قلبه لله وينقاد له من خلال طاعته والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه، وألا يشرك به أحد.
- بينما في الحالة الثانية فيجب أن يكون الإسلام مقترنًا بالإيمان، والمراد به يكون بالعمل والقول الظاهر، فيكون المسلم مؤمنًا ومسلمًا، بأن تتوافر به كل أركانهما ليكون مسلم حق.
ما هي أركان الإيمان في الدين الإسلامي؟
إن للإيمان خمسة أركان لا سادس لهم، وهي أن يكون المسلم مؤمنًا بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وكذلك أن يؤمن بالقدر خيره وشره، فإن توافرت كل هذه الأركان فيكون المسلم حقق شرط الإيمان بعد أن حقق شرط الإسلام ليكون مسلمًا، وبعد ذلك يتحقق فيه شرط الإحسان الذي جاء في أعلى المراتب الدينية الإسلامية.
ونسأل الله عز وجل في هذه الأيام المباركة أن يتقبل منّا أعمالنا الصالحة من الصلاة والصيام والقيام وقراة القرآن الكريم ويتوب علينا ويثبتنا على دينه، دين الحق.